Devotional (ar) -

المَخدع ( 10 مايو )

"وإذا صَلّيتُمْ، فلا تكونوا مِثلَ اْلمُرائينَ، يُحِبّونَ الصّلاةَ قائِمينَ في المَجامِعِ ومَفارِقِ الطّرُقِ ليُشاهِدَهُمُ النّاسُ. الحقّ أقولُ لكُم: هؤُلاءِ أخذوا أجرَهُم. أمّا أنتَ، فإذا صَلّيتَ فاَدخُلْ غُرفَتَكَ وأغلِقْ بابَها وصَلّ لأبيكَ الّذي لا تَراهُ عَينٌ، وأبوكَ الّذي يَرى في الخِفْيَةِ هوَ يُكافِئُكَ"
متى 6: 5 – 6

تجعل كلمات يسوع الأمر واضحاً لنا. الصلاة ليس شيئاً يتم عرضه، وليست حياتنا الروحية حدثاً يبث على شاشة التلفاز. الخطوة العملية تكون في المخدع الخاص بنا عندما نغلق الباب. سينظم الله حياتنا في هذا المخدع المخفي. هل تفتقد وجود مغامرة حقيقية في حياتك كونك تلميذاً ليسوع؟ أُدخل إلى مخدعك وأغلق الباب. ماذا إذا لم تكن لديك غرفتك الخاصة بك؟ هنالك دائماً مخدعاً سرياً لنتكلم فيه مع أبينا في السماوات. قد يكون موقعه خارج نطاق متطلبات الأسرة والأصدقاء بعيداً عن الآلات الحديثة التي تأسر انتباهنا نحو عبودية يومية. بينما كان يسوع هنا على هذه الأرض كإنسان، أظهر لنا أهمية فصل أنفسنا عن العالم في مخدع صلاتنا. كان ذلك يسوع، ابن الله الذي تمتع باتصال دائم مع قلب الله، ولكن بالرغم من ذلك نقرأ مرار وتكرار أنه كان يختلي للصلاة. هذا هو القرار الذي يجب اتخاذه. هل نريد أن نفصل أنفسنا يومياً عن العالم حتى نقدم لله وقتاً خاصاً به؟ وهل الله إله شخصي يمكنه أن يسمع لكل ما أود أن أقوله، أنا الذي أُشكّل نقطة في محيط؟ جواب يسوع هو: "أما يُباعُ عُصْفورانِ بدِرْهَمٍ واحدٍ؟ ومعَ ذلِكَ لا يقَعُ واحدٌ منهُما إلى الأرضِ إلاّ بِعِلمِ أبيكُمُ السّماويّ. أمّا أنتُم، فشَعرُ رُؤُوسِكُم نفسُهُ معدودٌ كُلّهُ. لا تخافوا، أنتُم أفضَلُ مِنْ عصافيرَ كثيرةٍ" (متى 10: 29 - 31). بغضّ النظر عن صعوبة أمر إيماننا فإن الله الذي خلق العالم ينتظرنا، ويتوق لسماع أصواتنا. دعونا لا نخيّب أمله. يدعو العريس حبيبته قائلاً: "يا حمامتي في شُقوقِ الصُّخورِ وفي مكامِنِ السُّفوحِ، دَعيني أرى وجهَكِ. دَعيني أسمَعُ صوتَكِ. كَلامُكِ فصيحٌ يا حبـيبتي، وما أجملَ وجهَكِ" (نشيد الأنشاد 2: 14)

- 10 مايو -